يتعلق هذا المثال بقسم المشتريات في شركة صناعية. يحتاجون إلى شراء قطع مطروقة لتحل محل الصب السابق الذي كانوا يستخدمونه. خلال عملية الشراء، لاحظوا وجود فروق كبيرة بين أسعار القطع المطروقة على الرغم من تماثل جودتها. توجد بعض الموردين الذين يقدمون القطع بأسعار رخيصة جدًا، ومن بينهم بعض الموردين لا يتجاوز سعرهم نصف سعر الموردين الأخرين، وبالمقابل هناك موردين متفوقين جدًا من حيث الجودة والخبرة، وأسعارهم مرتفعة جدًا. ما هو سبب ظهور هذه الحالة؟ يمكننا تحليل عدة جوانب لتفسير ذلك: أولاً، التكلفة الإنتاجية هي أحد الأسباب الرئيسية المسؤولة عن فرق الأسعار بين القطع المطروقة. ولإنتاج القطع المطروقة يجب أولًا صناعة الأدوات، ثم تنفيذ عمليات تنعيم وطرد القطع، وأخيرًا التشطيب والمعالجة الحرارية، مما يتطلب الكثير من التجهيزات والجهود البشرية. قد يستثمر بعض الموردين الذين يفرضون أسعارًا مرتفعة في تحديث معداتهم والاستثمار في تكنولوجيا متطورة، وشراء مواد خام أفضل، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.
ثانيًا، العلاقة بين العرض والطلب هي عامل حاسم في تحديد سعر القطع المطروقة. إذا كان العرض قليل والطلب كبير، فإن الأسعار سترتفع بشكل طبيعي. وبالمثل، إذا كان العرض كبير والطلب قليل، فإن الأسعار ستنخفض.
أخيرًا، تؤثر جودة القطع المطروقة والمواصفات والأحجام في تحديد الأسعار. وتختلف احتياجات الإنتاج للقطع المطروقة المختلفة، مثل التصنيع الآلي وصناعة السيارات، وبالتالي يتطلب الأمر مواصفات وأحجام مختلفة من القطع المطروقة، وهذا يؤدي أيضًا إلى فروق في الأسعار.
في الخلاصة، على الرغم من تطابق الجودة، ما زالت هناك فروق كبيرة في الأسعار بين القطع المطروقة، وهذا يرجع إلى تكلفة الإنتاج والعلاقة بين العرض والطلب وجودة المنتج. في عملية الشراء، يجب النظر في العديد من العوامل، مثل معدات الإنتاج والإجراءات ووقت التسليم والتصنيع وردود فعل المستهلكين وغيرها، لاتخاذ القرارات الأكثر ملائمة.